«والكلام فى تعديد الآيات الدالة على انا فاعلون على رأى المعتزلة وهو منقول من رسالة مفردة للصاحب أبى القاسم ابن عباد أحد جوامعها فنقلها الى هذا الكتاب ... وعلى انه قد وهم فى عدد الأئمة الاثنا عشرية وفى انسابهم فى موضعين فانه اسقط الامام العاشر عندهم وهو على الهادى بن محمد على بن موسى ... وقال ان من الناس من جعل الامام بعد محمد بن على بن موسى فى أبيه (ابنه) جعفر وليس جعفر هو ابن محمد كما توهمه بل هو ابن على الهادى بن محمد ... (٤٣٤ ـ ب) فحسب أحد عشر باثنى عشر هكذا رأيته فى جميع النسخ التى وصلت إلينا الى بغداد بهذا الكتاب ووقفنا عليها ولعله غلط الناسخ والا فالرجل ان لا يكون يعرف ذلك ...» (٥٢).
ولكن اذا رجعنا الى نسخ المحصل الموجودة لدينا من مخطوطة ومطبوعة لا نرى العبارة التى ذكرها ابن أبى الحديد آنفا وانما نرى فى المحصل عندنا هذه العبارة الآتية :
«فالذين استقر عليه رأيهم ان الامام بعد الرسول عليهالسلام على بن أبى طالب ثم ولده الحسن ثم أخوه الحسين ثم ابنه على ثم ابنه محمد الباقر ثم ابنه جعفر الصادق ثم ابنه موسى الكاظم ثم ابنه على الرضا ثم ابنه محمد التقى ثم ابنه على النقى (الهادى) (٥٣) ثم ابنه الحسن الزكى ثم ابنه محمد وهو القائم المنتظر» (٥٤).
وعدا ذلك نستطيع أن نقول ان نقد ابن أبى الحديد مصيب وغير مصيب.
واحب أن اقرأ شيئا من النقد لابن أبى الحديد لأنى وجدت افادته شيقة ومفيدة على الأقل من ناحية تسبق العلوم ودرجة فهمهم العلم والدرجة العلمية وكيف كانوا يقيمون علوم العلماء وتآليفهم العلمية.
«وما زال أهل العلم يستهجنون ان يمزج علم بعلم آخر ويجمع بين الكتب بين العلمين ويعدون ذلك قصورا فى صناعة التصنيف وقال الشيخ أبو الحسين
__________________
(٥٢) نفس المخطوط (٤٣٤ ـ ١ ـ ٤٣٤ ـ ب).
(٥٣) شرح تجريد العقائد للعلامة الحلي (المتوفى ٧٢٦) ص ٢٥٠ مطبعة العرفان صيدا / ١٣٥٢.
(٥٤) المحصل ص ١٧٧ مصر ١٣٢٣.