رحمهالله فى خطبة المعتمد انى انما صنعته بعد استقصاء فى شرح العمد لأنى تكلمت فى شرح العمد فى كثير من المباحث الكلامية اتباعا لمصنف العمد وهو قاضى القضاة فاستهجنت ذلك ورأيت الى (ان) العلوم المختلفة لا يجوز أن يجمع بينها فى الكتاب الواحد ، فدعانى ذلك الى تصنيف المعتمد ... (٤٣٥ ـ ا) وانما حذا (يعنى الرازى) فى ذلك حذو الغزالى فى المستصفى فانه صنف كتابا فى أصول الفقه مزجه بعلم المنطق ... قوم غلب حب العلوم الحكمية عليهم ... ولا أقول هذا مبالغة فان هذا المصنف قد فسر القرآن العزيز ، كتاب كبير نحو عشر مجلدات أكثرها على القواعد الحكمية وهو من عجائب الدنيا وما رأينا قبله مثله. فانا عهدنا كتب التفسير يقال فيها عند ذكر الآية قال على وابن عباس وهذا عند ذكر الآية يقول قال الفارابى وابن سينا ولا قوة الا بالله (٥٥).
انه من المفيد والنافع ان يعرف المسائل التى خالف فيها فخر الدين الرازى مذهبه الأشعرى على قلم لابن أبى الحديد بقوله : «وقبل ان نختم الكتاب نعقد فصلا نذكر فيه المسائل التى فارق فيها مذهب الأشعرية وأخذ فيها بقول الشيخ أبى الحسين رحمهالله وهى «كو» مسئلة ف (١) ـ ليس النظر معنى زائدا على ترتيب العلوم والظنون بل هو مجرد ترتيب علوم أو ظنون فى الذهن ليتوصل بها الى علم أو ظن.
(ب) النظر الفاسد يستلزم الجهل.
(ج) ليس الوجود صفة زائدة على الذات وهذا وان قال به الأشعرى نفسه لكن جمهور أصحابه انكروه.
(د) ليس حدوث الحادث علة الحاجة الى المحدث بل جواز الحدوث هو العلة.
(ه) ليس حصول الجوهر فى الحيز معللا بمعنى هو الكون.
(و) ليس الحياة معنى زائدة على اعتدال المزاج وقوة الحس والحركة.
(ز) ليس الموت معنى وجوديا يضاد الحياة.
__________________
(٥٥) تعليق ابن ابي الحديد (٤٣٤ ـ ب ـ ٤٣٥ ـ ١).