المصدر الثالث عشر
الاستقراء
الثالث عشر الاستقراء : فإنه يرجع لحكم العقل الاستلزامي الظني باعتبار إن ثبوت الحكم لأغلب أفراد الكلي يستلزم عقلا بنحو الظن ثبوته لكليها ولباقي أفراده لأن ثبوته لأغلب أفراد الكلي يدرك العقل منه أن طبيعة الكلي تقتضي ثبوته لها أينما وجدت وحلت.
وتوضيح الحال أن الاستقراء لغة هو عبارة عن التتبع وقصد القرى قرية فقرية.
واصطلاحا عبارة عن الحكم على الكلي بما وجد في جزئياته كما في المصابيح ، أو بما وجد في الجزئيات كما في القوانين ، قال في النهاية المراد به إثبات الحكم في كلي لثبوته في جزئياته ، وفي الشمسية هو الحكم على كلي لوجوده في أكثر جزئياته. قال الشارح لأن الحكم لو كان موجودا في جميع جزئياته لم يكن استقراء بل قياسا ثم قال ويسمي استقراء لأن مقدماته لا تحصل إلا بتتبع الجزئيات كقولنا «كل حيوان يحرك فكه الاسفل عند المضغ لأن الإنسان والبهائم والسباع كذلك ، ثم قال وهو لا يفيد اليقين لجواز وجود جزئي آخر لم يستقرأ ويكون حكمه مخالفا لما استقرئ كالتمساح حيث نسمع إنه يحرك فكه الأعلى عند المضغ ثم لا يخفى عليك إن التعاريف المذكورة للاستقراء المصطلح في هذا الفن بأسرها مخدوشة ومنقوضة عكسا لعدم شمولها لما إذا قطعنا بانتفاء الحكم في بعض الجزئيات مع وجوده في