المصدر الثالث والعشرون
الاستصحاب
وهو لغة طلب الصحبة نظير الاستعلاج والاستخراج أو صيرورة الشيء صاحبا نظير الاستحجار فإن معناه صيرورة الشيء حجرا أو الاستنسار أي صيرورة الشيء نسرا فإن الأغلب في وضع باب الاستفعال هو طلب المصدر قال في منظومة الشافعية :
(وباب الاستفعال للسؤال |
|
مطّرد في غالب الأحوال) |
نعم تارة يكون الطلب صريحا نحو استكتاب زيد فإن معناه طلب الكتابة منه وأما تقديرا نحو استخراج الوتد من الحائط فانه ليس هناك طلب صريح وانما كانت محاولة لاخراج الوتد من الحائط منزّلة منزلة الطلب لاخراجه.
وقد يستعمل باب الاستفعال للصيرورة والتحول أي تحول الفاعل إلى أصل الفعل وصيرورة الفاعل متصفا بالفعل الذي اشتق هو منه كقولك استحجار الطين فان معناه صيرورة الطين حجرا وتحوله إلى صفة الحجرية. ومنه «ان البغات بأرضنا تستنسر».
واطلاق الاصوليين الاستصحاب على استصحاب الحالة السابقة أو استصحاب اليقين السابق إلى زمن الشك اللاحق يمكن أن يكون بالمعنى الاول الذي هو الغالب في هذه الصيغة باعتبار أن المستصحب (بالكسر) يطلب صحبة الحالة السابقة إلى زمان الشك أو يطلب صحبة اليقين السابق إلى زمان الشك ويمكن أن يكون بالمعنى الثاني باعتبار أن المستصحب صاحبا للحالة السابقة أو اليقين السابق الى زمن الشك ومنه قولهم استصحاب الشخص أجزاء ما لا يؤكل لحمه في الصلاة حيث