«المصدر الرابع»
(العقل)
المصدر الرابع : العقل والمراد بالعقل هي القوة المدبرة والمديرة للبدن والمسيرة له في تصرفاته الاختيارية في صالحه وليس مرادهم منها هو القوة الكاملة الموجودة في الانبياء والأوصياء ولا الناقصة الموجودة في الهمج الرعاع وإنما مرادهم بها الموجودة في أواسط الناس الخالية من الشوائب ، والأوهام. فإن للعقل المذكور دلالة على الحكم الشرعي كالكتاب والسنة والاجماع بواسطة المقدمات التي أسسها واستنتج منها الحكم الشرعي فتلك المقدمات تسمى بدليل العقل. وليس المراد بدليل العقل ، ما دل العقل على حجيته وإلا لكان الكتاب والسنة والإجماع من دليل العقل فتلخص إن العقل باعتبار دلالته على الحكم الشرعي عد من الادلة كالكتاب فانه إنما عد من الادلة باعتبار دلالته على الحكم الشرعي.
ثم أن كانت المقدمات التي استنتج منها العقل الحكم الشرعي عقلية محضة لا يتوقف استنتاجه للحكم الشرعي منها على خطاب شرعي كاستنتاجه لوجوب رد الوديعة شرعا من حكم العقل بحسن ردها بحيث لا يرض بعدم ردها مع مقدمة كلما حكم به العقل حكم به الشرع فإن العقل يستنتج من هاتين المقدمتين العقليتين وجوب رد الوديعة واقعا وكحكمه بعدم حرمة شرب التتن الذي استنتجه العقل من مقدمة وجدانية وهي أن شرب التتن لم يقم دليل على حرمته شرعا مع المقدمة التي حكم العقل بها وهي قبح العقاب بلا بيان فيسمى هذا