المصدر السابع عشر
السيرة
السابع عشر السيرة من المسلمين أو من الفقهاء الصالحين على العمل فإنها تدل على صحته وتسمى بالاجماع العملي فقد ذكر العلماء في وجه حجيتها إنا إذا رأينا سيرة المسلمين أو العلماء الصالحين قد استدامت سيرتهم واستمرت طريقتهم على عمل خاص يتعاطونه مواظبين عليه ويتداولونه راغبين إليه من غير دليل يوافقهم أو يخالفهم ولم ينكر إمامهم عليهم ذلك كشف عن إنه راض به نظير استكشاف رأي المجتهد عن استمرار عمل مقلديه على شيء فإن إطباقهم كاشف عن رأيه وكذلك استكشاف رأي كل رئيس في كل فن من طريقة أتباعه.
نعم للاستكشاف المذكور شرائط مثل أن لا يكون العمل المذكور ناشئا عن المسامحة وقلة المبالاة إذ لو لم يعلم ذلك لما حصل العلم برأي الامام ولذا لا يكشف سيرتهم على المعاملة مع الاطفال بالبيع والشراء عن رأي إمامهم مع أنه متداول في الاعصار والامصار ولا استقرارها على المعاطاة عن كونها بيعا عند المشهور ولا استقرارها على التكلم مع الأجنبية أزيد من مقدار الحاجة عن الجواز ولا على عدم تحفظ النساء من ستر ما يقرب من الزند وحواشي الوجه في الصلاة عن الصحة وهكذا ومثل أن لا يكون هنالك إجماع قولي أو نص أو حكم عقلي على خلاف مقتضى السيرة إذ لا يجامع ذلك الاستكشاف المذكور ، ومثل أن لا يكون عملهم منتهيا الى تقليد مجتهد إذ لو علم ذلك كشف عن رأي المجتهد ومع الشك لم يكشف عن رأي الامام ، ومثل أن