لحجية الاستصحاب ذكر ما روي عن النبي (ص) «من ان الشيطان ينفخ بين أليتي المصلي فلا ينصرفن احدكم إلا بعد أن يسمع صوتا أو يجد ريحا» ثم أورد عليه الأنصاري (ره) ان الرواية ضعيفة ومختصة بموردها (ره) ولا يخفى ان الانتصار بذلك ليس من الشيخ نفسه بل نسب الانتصار به الى غيره حيث قال (ره) «فاستدل من نصر استصحاب الحال بما روي عن النبي (ص)». وعليه فيعتبر فيه الظن ببقاء الحالة السابقة إلا ان المعهود من طريقة الفقهاء عدم اعتبار افادة الاستصحاب الظن بل يجري حتى مع الظن بالخلاف. نعم يظهر من المحكي عن الحبل المتين للشيخ البهائي والشهيد في الذكرى ان المدار هو الظن ببقاء الحالة السابقة.
لكن قد عرفت ان العمدة في أدلته هو الأخبار وهي ظاهرة في جعل الحكم السابق عند الشك في بقائه وبيان الوظيفة عند التردد فيه كأصل البراءة والاشتغال في جعل الإباحة أو الاحتياط في مقام الشك ولو سلمنا دلالة بناء العقلاء والاجماع عليه فالقدر المتيقن منها هو ذلك بمعنى أن بناء العقلاء على أنه الوظيفة في مقام الشك لا أنه امارة على الواقع وهكذا الإجماع.
التنبيه الثاني فيما يعتبر في تحقق الاستصحاب : ـ
انه لا بد في تحقق ماهية الاستصحاب أمور ثلاثة : ـ
الأول والثاني : ـ اليقين الفعلي بوجود الشيء والشك الفعلي في بقائه ولا يكفي اليقين التقديري بأن يكون الشيء فيه سبب يوجب اليقين به بحيث لو التفت اليه لتيقن بوجوده كما يكفي الشك التقديري في بقائه بأن يكون بحيث لو التفت الى بقائه لشك فيه لأن اليقين التقديري ليس بيقين حقيقة ولا الشك التقديري شكا حقيقة فإنه مضافا الى أن حقيقته