المصدر الثامن عشر
الشهرة
الثامن عشر الشهرة ، والشهرة لغة الواضح المعروف ومنه : فلان شهر سيفه.
وفي الاصطلاح اتفاق جل العلماء على فتوى أو رواية ونظيرها الشهرة في الموضوعات إلا أن اسم الشهرة عند الفقهاء قد خص بالشهرة في الأحكام كما أن الشهرة في الموضوعات قد خصت باسم الشياع واسم الاستفاضة.
وعن الروضة أن الشياع هو أخبار جماعة بأمر تأمن النفس من تواطئهم على الكذب ويحصل بخبرهم الظن المتاخم للعلم.
والشهرة في الاحكام على ثلاثة أقسام :
الأول الشهرة في الرواية : ـ وهي عبارة عن اشتهار الرواية بين الرواة وأرباب الحديث بكثرة نقلها وسيجيء إنشاء لله بيان إنها من المرجحات في باب التعارض.
الثانى الشهرة العملية وتسمى بالشهرة الاستنادية : ـ وهي عبارة عن اشتهار العمل بالرواية عند قدماء أصحابنا واستنادهم في فتواهم اليها وسيجيء إنشاء الله بيان ان هذه الشهرة في الاستناد إلى الرواية عند القدماء جابرة لضعف الرواية وموجبة لاعتبارها وحجيتها وقد ضرب لها بعض الفقهاء المثل بالحديث النبوي المشهور «على اليد ما أخذت حتى تؤدي» فإن فقهاؤنا قد تمسكوا به لعمل الاصحاب القدماء به مع أن هذا الحديث لم يذكره أحد من رواتنا في كتبهم وإنما روته العامة في كتبهم وكان في سنده الحسن البصري عن سمرة بن جندب عن النبي (ص) وسمرة بن جندب صاحب القضية التي قال فيها النبي (ص) : «لا ضرر ولا ضرار» ، وحكي عن أرباب الحديث أن الحسن البصري لم يرو حديثا منه قط فمع هذه الامور كلها كان