العقل حركة بهذه الصفة ، حتّى يكون في العقل كمال ما بالقوّة من جهة كذا ، حتّى تصير ماهيّتها (١) محركة للعقل ، لأنّ معنى كون ماهيّتها (٢) على هذه الصفة هو أنّها ماهيّة (٣) تكون في الأعيان كمالا لما بالقوّة ، وإذا عقلت ، فإنّ هذه الماهيّة (٤) تكون أيضا بهذه الصفة ، فإنّها في العقل ماهيّة (٥) تكون في الأعيان كمال (٦) لما بالقوّة ، فليس يختلف كونها في الأعيان وكونها في العقل ، فإنّه فى كليهما على حكم واحد ، فإنّه في كليهما ماهيّة (٧) توجد في الأعيان كمالا لما بالقوّة. فلو كنّا قلنا : إنّ الحركة ماهيّة (٨) تكون كمالا بالقوّة (٩) في الأين ـ مثلا ـ لكلّ شيء يوجد (١٠) فيه ، ثمّ وجدت في النفس لا كذلك ، لكانت الحقيقة تختلف. وهذا كقول القائل : إنّ حجر المغناطيس حقيقته أنّه حجر يجذب الحديد ، فإذا وجد مقارنا لجسميّة كفّ الإنسان ولم يجذبه ، ووجد مقارنا لجسميّة حديد ما فجذبه ، فلم يجب أن يقال : إنّه مختلف بالحقيقة في الكفّ وفي الحديد ، بل هو (١١) كلّ واحد منهما بصفة واحدة ، وهو أنّه حجر من شأنه أن يجذب الحديد. فإنّه إذا كان في الكفّ أيضا ، كان بهذه الصفة ، وإذا كان عند الحديد أيضا ، كان بتلك الصفة. فكذلك حال ماهيّات (١٢) الأشياء في العقل (١٣) أيضا بهذه الصفة ، وليس اذا كانت في العقل في موضوع ، فقد بطل أن يكون (١٤) في العقل ماهيّة ما في الأعيان ليست فى موضوع.
فإن قيل : قد قلتم إنّ الجوهر هو (١٥) ماهيّة لا تكون في موضوع أصلا ، وقد صيّرتم ماهيّة (١٦) المعلومات في موضوع.
فنقول : قد قلنا : إنّه لا يكون في موضوع (١٧) أصلا.
فإن قيل : فقد (١٨) جعلتم ماهيّة الجوهر أنّها تارة تكون عرضا وتارة جوهرا ، وقد منعتم هذا.
فنقول : إنّا منعنا أيضا أن يكون (١٩) ماهيّة شيء توجد في الأعيان مرّة عرضا ، ومرّة
__________________
(١) في المصدر : تصير ماهيّتها ...
(٢) كون ماهيّتها ...
(٣) أنّها ماهيّة ...
(٤) هذه الماهيّة ...
(٥) ماهيّة تكون ...
(٦) كمال ما بالقوّة ، ليس يختلف ...
(٧) ماهيّة توجد ...
(٨) ماهيّة ...
(٩) لما بالقوّة ...
(١٠) توجد فيه ...
(١١) بل هو في كلّ ...
(١٢) ماهيّات ...
(١٣) العقل ، والحركة في العقل أيضا بهذه الصفة ...
(١٤) تكون في العقل ليست ماهيّة ما في ...
(١٥) هو ما ماهيّته ...
(١٦) ماهيّة المعلومات ...
(١٧) موضوع في الأعيان أصلا ...
(١٨) قد جعلتم ماهيّة ...
(١٩) تكون ماهيّة.