استمرار الشيء ، ففي غير الزمان من الأشياء استمراره واقع في ظرف الزمان وفي الزمان استمراره بنفس وجوده لا في ظرف. وأمّا الثاني فلأنّ المستصحب في استصحاب الليل ليس نفس الجزء السابق منه المتعلق لليقين بوجوده حتى يقال إنّ ذلك الجزء قد انعدم قطعا ، بل المستصحب نفس شخص الليل الموجود سابقا يعني بالوجود التصرّمي ، ومعنى استصحابه أيضا الحكم ببقائه بذلك النحو من الوجود ، وقد ظهر مما ذكر أنّ استصحاب الليل ليس من قبيل استصحاب الكلي كما توهم بل من قبيل استصحاب الشخص.
توضيحه : أنّ الموجود فيما نحن فيه شخص واحد والتعدد والتكثر المتصور فيه بحسب أجزائه تعدد اعتباري فرضي بخلاف مورد الاستصحاب فإن التعدد المتصور فيه بحسب أفراد الكلي تكثّر واقعي ووحدته التي يلاحظ ويجري الاستصحاب باعتباره اعتباري أعني القدر المشترك بين الفردين أو الأفراد لا حقيقة له ما عدا ما انتزعه العقل من الأفراد.
أقول (١) الإنصاف أنّ الإشكال بعد باق ، لأنه إذا كان الليل اسما لمجموع ما بين الحدين فلا ريب أنه إذا وجد جزؤه الأول مثلا في الخارج يصدق أنه لم يوجد ما سوى ذلك الجزء من أجزائه فكيف يصدق أنّ الليل الذي هو اسم للمجموع موجود إلّا بالمسامحة ، فإذا قيل في هذا الحال إنّ الليل موجود يراد منه أنّ جزأه موجود وإلّا لزم أن يكون الليل في جميع آناته موجودا ومعدوما باعتبار جميع أجزائه ما عدا آن واحد ، فإذا كان معنى وجوده وجود جزء منه ليس إلّا ومن المعلوم عدم إمكان بقاء وجود ذلك الجزء بل الموجود بعد ذلك الجزء لو كان يكون جزءا آخر منه وهكذا فلا يمكن استصحاب المتيقن السابق وهو المدّعى ،
__________________
(١) [يحتمل أن يكون هذا من كلام المقرر كما يحتمل أن يكون من كلام الماتن].