الشديد فتأمّل ، وأمّا على القول بأنّه أمر موهوم لا وجود له فلا يبعد جريان الاستصحاب فيه بملاحظة نحو تقرره الذي يتوهم أنه شيء موجود ممتد ، وبالجملة تصوير بقاء الزمان بالاستصحاب كتصوير بقائه عند القطع بالبقاء بأي معنى اعتبر ، ولا خصوصية للبقاء الاستصحابي لكي يمنع مع التصديق بصدق بقائه القطعي.
قوله : وإن كان تحققه بنفس تحقق زمان الشك (١).
يعني وإن كان تحقق المستصحب بنفس تحقق زمان الشك ، ولعلّه يريد بذلك دفع توهم اعتبار كون تحقق المستصحب في زمان تحقق الشك بحيث يكون زمان الشك ظرفا لتحققه الاستصحابي ، وجه الدفع منع اعتبار ذلك ، بل العبرة بالشك في وجود المستصحب بعد العلم بتحققه قبل زمان الشك وإن كان تحققه الاستصحابي بنفس تحقق زمان الشك لا فيه ، ويحتمل أنه أراد أنه لمّا فرض قطعة من الزمان شيئا واحدا كالليل وكان نحو وجوده هو الوجود التدريجي التصرّمي يصدق بوجود جزء منه صح القول بجريان الاستصحاب فيه نظرا إلى العلم بتحققه على النحو المذكور قبل زمان الشك ، وإن كان تحققه في الواقع بتحقق نفس زمان الشك لاحتمال كون هذا الزمان جزءا للقطعة المفروضة.
قوله : وإنما وقع التعبير بالبقاء في تعريف الاستصحاب الخ (٢).
لعلّه إشارة إلى دفع الإشكال الأول من الإشكالين المتقدمين في استصحاب الزمان وهو أنّ البقاء وجود ما كان موجودا في الزمان السابق وليس للزمان زمان ، وجه الدفع أنّ المعتبر استمرار الوجود لا البقاء بالمعنى المذكور
__________________
(١) فرائد الاصول ٣ : ٢٠٤.
(٢) فرائد الاصول ٣ : ٢٠٤.