بقاء وجوب إكرامه من حيث إنه عالم ونحتمل وجوب إكرام العلماء أيضا كالفقراء فيقال الأصل بقاء وجوب إكرام زيد. وفيه : أنّ وجوب إكرامه بعنوان الفقر مقطوع العدم وبعنوان أنه عالم مشكوك الحدوث.
قوله : إلّا أنّ العرف لا يرونها مغايرة في الخارج لمطلوبية الجزء في نفسه (١).
دفع لما يقال من أنّ هذا الاستصحاب على هذا التوجيه يدخل في القسم الثالث من أقسام استصحاب الكلّي ولم نقل بحجيته ، فأجاب بأنه من قبيل السواد الشديد والضعيف وقد مر أنه يصح إثبات الثاني باستصحاب الأول بعد القطع بارتفاعه ، لأنهما يعدّان شيئا واحدا في نظر العرف وإن كانا متباينين بالدقة العقلية.
بقي شيء : وهو أنه قد سبق في محله أنّ استصحاب الكلي إنما يجري فيما إذا كان القدر المشترك ذا أثر شرعي ، وحينئذ فقد يورد على استصحاب القدر المشترك فيما نحن فيه بأنّ القدر المشترك بين الوجوب الغيري والنفسي لا أثر له شرعا ليصح استصحابه.
والجواب : أنه لا يلزم في استصحاب نفس الحكم الشرعي وجود أثر يترتب عليه ، بل يكفي أنه يتحقق به موضوع حكم العقل بوجوب الاطاعة.
قوله : ويمكن توجيهه بوجه آخر (٢).
هذا الوجه وإن اختاره المصنف أزيف الوجوه ، حيث إن عدّ المركّب الفاقد للجزء المتعذّر عين الواجد له في نظر العرف بالمسامحة كما ترى ، ولا اعتبار بهذا
__________________
(١) فرائد الاصول ٣ : ٢٨٠.
(٢) فرائد الاصول ٣ : ٢٨٠.