المعنى الملحوظ فيهما معا ، الّا ان هذا لا يعني ان اللحاظ الاستقلالي او الآلي مقوّم للمعنى الموضوع له (١) او المستعمل فيه وقيد فيه ، لان ذلك يجعل
__________________
مترادفين وصحّة استعمال كلّ منهما في موضع الآخر ... وهو باطل بالضرورة كما هو واضح ، قلت : الفرق بينهما انما هو في اختصاص كلّ منهما بوضع حيث انه وضع الاسم ليراد منه معناه بما هو هو وفي نفسه ، ووضع الحرف ليراد منه معناه لا كذلك بل بما هو حالة لغيره. فالاختلاف بين الاسم والحرف في الوضع يكون موجبا لعدم جواز استعمال احدهما في موضع الآخر وان اتفقا فيما له الوضع (اي في المعنى) ، وقد عرفت بما لا مزيد عليه ان نحو ارادة المعنى (اي من النفسية والآلية) لا يكاد يمكن ان يكون من خصوصياته ومقوّماته (لانّه حين تقييد المعنى بلحاظ معيّن يمتنع انطباقه على الخارج) انتهى كلامه قدسسره. (راجع منتهى الدراية ج ١ ص (٢٨ ـ ٤٦).
(١) الفرق بين المعنى الموضوع له والمعنى المستعمل فيه هو ان الأول وضعه الواضع ، وامّا الثاني فهو المعنى الذي استعمله المستعمل فيه ، مثلا قد تستعمل لفظة كتاب في الكتاب الحقيقي (المعنى الحقيقي) وقد تستعملها في العالم.
ومراده (قدسسره) من كلامه هذا ان يقول ... إلّا ان هذا لا يعني ان اللحاظ الاستقلالي ـ في الاسم ـ او الآلي ـ في الحرف ـ مقوّم للمعنى الموضوع له اللفظ او المستعمل فيه اللفظ ، وذلك لانّ تقييد المعنى بأمر ذهني يجعله ممتنع الانطباق على الخارج ، وانما يؤخذ نحو اللحاظ حين الوضع قيدا لنفس العلقة الوضعية بين الاسم ومعناه الاستقلالي والحرف ومعناه الربطي ، بمعنى ان كلّا من الاسم والحرف مختص بنحو من أنحاء الوضع واللحاظ ، فنحو وضع الاسم هو انه وضع ليراد منه معناه بما هو هو وفي نفسه ، ونحو وضع الحرف هو انه وضع ليكون رابطا بين المعاني.