مثل ما عن امير المؤمنين عليهالسلام : «ان الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ، وعلى الدّاخل إثمان إثم الرضا وإثم الدخول» ، ويؤيّده قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ،
______________________________________________________
ولم يقصد العصيان ، كان قصد المعصية اولى بأن يكون معصية.
(مثل ما عن أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الراضي بفعل قوم كالداخل فيه) اي في ذلك الفعل (معهم) اي مع القوم (وعلى الداخل إثمان : إثم الرّضا ، وإثم الدخول) (١) لكن لعل ذلك من باب التعاون ، وإلّا فالمعصية الواحدة لها عقوبة واحدة.
(و) كيف كان : ف (يؤيده) اي العقاب بالقصد المجرد الى المعصية (قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ) بأن يظهر العيب ويفشوه ، والمراد بالفاحشة : المعصية المتجاوزة عن الحدّ ، فان منها ما لا تسمى بذلك ، كاغتياب انسان ـ مثلا ـ فانه لا يسمى فاحشة ، بينما الزنا يسمى فاحشة.
قال علي عليهالسلام : «وفحش تقلّب الدّهر» (٢) اي ان تقلّب الدهر فاحش وكبير ، وهو غير السّب وغير اللّعن وغير القذف ، الى غير ذلك ، كما يظهر الفرق بينهما من كتب فروق اللغات.
(فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٣) يؤلمهم ، ووجه التأييد : ان العذاب على حب الشيء يدل ولو بالملاك على العذاب على قصده.
وهذا وان لم يكن دليلا ، لان الملاك ضعيف ، فان الحب فوق القصد ،
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : قصار الحكم ص ١٥٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٨ ص ٣٦٢ ب ١٤٨ (بالمعنى).
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٧٧ ص ٢٠٢ ب ٨ ح ١ وفيه (تقلّب الليالي والأيام) ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٦ ص ٦٢ ب ٣١.
(٣) ـ سورة النور : الآية ١٩.