وقوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ).
وما ورد من أنّ : «من رضي بفعل فقد لزمه
______________________________________________________
ولذا يقال : اقصد لقاء فلان ولكن لا احب لقائه الّا انه ربما يقال في ردّ هذا التأييد : ان المراد بالحب نفس الاشاعة ، فهو مثل قوله سبحانه : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ)(١)(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى)(٢) وما اشبه ، فهو من باب المبالغة في التحذّر عن الاشاعة ، كالتحذّر عن مال اليتيم والزنا.
(و) يؤيده أيضا (قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ)) أي تظهروه بان تعملوا به ((أَوْ تُخْفُوهُ)) بان لم تعملوا به ، سواء في الخير او الشر ، مثل قصد بناء المسجد او المخمر ، بدون اخراجهما الى عالم الوجود او مع اخراجهما الى عالم الوجود (يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ)(٣) اي بكل من الابداء والاخفاء ، ورجوع الضمير «به» باعتبار كل واحد منهما مثل : (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ)(٤) أي كل واحد منها ، والّا لزم القول : «لم يتسنّهما».
وعلى ايّ حال : فالآية تدل على ان القصد بدون المظهر يوجب الحساب ، وهو من مسألة التجرّي وكان هذا مؤيّدا لا دليلا ، لانه لم يقل : انه حرام او فيه عقاب ، فهو من قبيل : «في حلالها حساب» (٥) ولكن لما كان نفس الحساب صعبا كان من المؤيدات.
(و) يؤيده ايضا (ما ورد : من إنّ من رضي بفعل) خيرا او شرا (فقد لزمه)
__________________
(١) ـ سورة الأنعام : الآية ١٥٢.
(٢) ـ سورة الاسراء : الآية ٣٢.
(٣) ـ سورة البقرة : الآية ٢٨٤.
(٤) ـ سورة البقرة : الآية ٢٥٩.
(٥) ـ الكافي (أصول) : ج ٢ ص ٤٥٩ ح ٢٣ ، كفاية الأثر : ص ٢٢٧ ، بحار الانوار : ج ٤٤ ص ١٣٩ ب ٢٢ ح ٦.