وإن لم يفعل».
وما ورد في تفسير قوله تعالى : (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) من أنّ نسبة القتل الى المخاطبين مع تأخّرهم عن القاتلين بكثير ، رضاهم بقتلهم.
ويؤيّده قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ)
______________________________________________________
ذلك الفعل (وإن لم يفعل) (١) ومعنى لزمه ، اي كأنه عمله ، وقد عرفت وجه التأييد.
(و) يؤيده ايضا (ما ورد في تفسير قوله تعالى) في سورة آل عمران بأن يا رسول الله ، قل لهولاء اليهود المدّعين للايمان : (قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ) وطلبتم منهم ، لكنكم بقيتم على عنادكم ولم تؤمنوا بهم (فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ) اي قتلتم اولئك الانبياء (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)) (٢) في ادعائكم بأنكم اذا علمتم نبوّتي تؤمنون بي؟.
وجه التأييد : (من) جهة (أن) توجيه (نسبة القتل الى المخاطبين) في زمان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (مع تأخرهم عن القاتلين ب) زمان (كثير ، رضاهم) اي رضا هؤلاء (بقتلهم) اليهود اي مقتل آبائهم لاولئك الانبياء مما ينتج : ان الرضا من هؤلاء الاحفاد بفعل اجدادهم اشركهم في نسبة القتل اليهم ، لكن قد عرفت : ان هذا ليس بدليل ، لأنّ الرضا شيء ، والقصد شيء آخر ، فأحدهما لا يكون دليلا على الآخر بعدم الملازمة.
(ويؤيده) ايضا (قوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ)
__________________
(١) ـ تفسير القمي : ج ١ ص ١٥٧ في تفسير سورة النساء.
(٢) ـ سورة آل عمران : الآية ١٨٣.