(عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً.)
ويمكن حمل الأخبار الأول
______________________________________________________
(عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً)(١)) حيث جعلت الآية ارادة العلو بالباطل والفساد سببا للحرمان من الدار الآخرة ، لكن لا تكون هذه الآية دليلا أيضا لاحتمال ارادة : «نفس العلو والفساد» لا مجرد الارادة ، مثل قوله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(٢).
حيث المراد بالارادة : نفس الاذهاب ، والمراد بالاذهاب : «عدم جعل الرّجس فيهم» لا انه كان فاذهبه الله ، فهو من باب الدفع لا الرفع.
قال الادباء : قد تكون الارادة بمعنى : «الفعل» ـ كما في الآيتين ـ وقد يكون «الفعل» بمعنى الارادة ، كما في قوله تعالى : و (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ...)(٣) اي اردتم القيام ، وفي آية التطهير وآية القيام بحث طويل لا يليق بالشرح.
(ويمكن حمل الاخبار الأول) الدالة على العفو مثل : ما رواه جميل بن دراج عن الصادق عليهالسلام انه قال : «إذا همّ العبد بالسيئة ، لم تكتب عليه» (٤).
وما رواه زرارة عن احدهما عليهمالسلام قال : «ان الله تعالى جعل لآدم في ذريّته : إنّ من همّ بحسنة ولم يعملها كتب له مثلها ، ومن همّ بحسنة وعملها كتبت له بها عشرة ، ومن همّ بسيّئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، ومن همّ بها وعملها كتبت عليه سيّئة» (٥).
وروي عن الباقر عليهالسلام انه قال : «لو كانت النيات من أهل الفسق يؤخذ بها
__________________
(١) ـ سورة القصص : الآية ٨٣.
(٢) ـ سورة الاحزاب : الآية ٣٣.
(٣) ـ سورة المائدة : الآية ٦.
(٤) ـ وسائل الشيعة : ج ١ ص ٥٢ ب ٦ ح ١٠٢ ، الزهد : ص ٢٧ باب التوبة والاستغفار.
(٥) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٢٨ ح ١.