على من ارتدع عن قصده بنفسه ، وحمل الأخبار الأخيرة على من بقي على قصده حتّى عجز عن الفعل لا باختياره.
او يحمل الأول على من اكتفى بمجرّد القصد ، والثانية على من اشتغل بعد القصد ببعض المقدّمات ، كما يشهد له حرمة الاعانة على المحرّم ، حيث عمّمه
______________________________________________________
أهلها ، إذن لاخذ كلّ من نوى الزّنا بالزّنا ، وكل من نوى السرقة بالسرقة ، وكلّ من نوى القتل بالقتل ، ولكنّ الله عدل كريم ليس الجور من شأنه ، ولكنّه يثيب على نيّات الخير أهلها واضمارهم عليها ولا يؤاخذ أهل الفسق حتّى يفعلوا» (١) وغيرها ، حملها (على من ارتدع عن قصده بنفسه ، وحمل الاخبار الاخيرة) الدالة على حصول المعصية بقصد المعصية (على من بقي على قصده) بالعصيان (حتى عجز عن الفعل لا باختياره).
لكن لا يخفى : ان هذا الجمع تبرعي ، لانه لا شاهد في آية من الطائفتين عليه.
نعم ، هو اولى من التضارب بين الطائفتين (أو) يجمع بين الطائفتين ، بوجه ثان وهو : ان (يحمل الاول) الدال على العفو ، (على من اكتفى بمجرد القصد) دون ان يأتي بشيء آخر (والثانية) الدالّة على العقاب ، (على من اشتغل بعد القصد ببعض المقدمات) فاذا أحدّ القاصد سيفه للقتل كان معاقبا وان لم يقتل ، اما اذا قصد القتل فقط ، ولم يفعل شيئا لم يعاقب عليه.
(كما يشهد له) اي لهذا الجمع (حرمة الاعانة على المحرم) مع ان المعين غالبا لا يفعل محرم ، كما لو علّق السوط بين يدي الجائر ، او أتى باحجار المخمر ليبني مخمرا ، او ما اشبه ذلك (حيث عممه) أي عمم معنى الاعانة على الاثم
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ١ ص ٥٥ ب ٦ ح ١١٣.