قال : «الدليل التاسع مبنيّ على مقدّمة دقيقة شريفة تفطنت لها بتوفيق الله تعالى.
وهي أنّ العلوم النظريّة قسمان ، قسم ينتهي إلى مادّة هي قريبة من الاحساس ،
______________________________________________________
ولا بأقوال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حاله حالما يرد من تفسيرهم للقرآن الكريم.
ولا بالاجماع ، لانه ليس بحجة ، إلّا من جهة الدخول ، وهو راجع الى كلامهم عليهمالسلام فيما اذا تحقق مثل هذا الاجماع الدخولي.
ولا بالعقل ، لما ورد من الروايات من «ان دين الله لا يصاب بالعقول» (١).
فانحصر الامر في السماع عن الائمة الاثني عشر عليهمالسلام ، ولم اعثر على ما يذكرون حول ما ورد عن الصدّيقة الطاهرة سلام الله عليها هل يعدّون سنّتها من قبيل قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، او من قبيل قولهم عليهمالسلام؟.
(قال : الدليل التاسع) من الادلة على ما ذكرناه (مبني على مقدمة دقيقة) لانها تحتاج الى اعمال فكر ونظر ، وهي (شريفة) لانها تنتهي الى مطلب شريف ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، فهي أيضا شريفة ، وقد (تفطنت لها بتوفيق الله تعالى) من دون ان اقتبسها من احد.
(وهي : ان العلوم النظرية) المحتاجة الى الاستدلال ، في قبال العلوم العملية المرتبطة بالعمل ، كالطهارة ، والنجاسة وشرب الادوية ، وعمارة المساكن ، ونحوها ، فانها علوم عملية بخلاف مثل المنطق ، والعلوم الرياضية ، والفلكية ، ونحوها ، فانها نظرية ، وهي : (قسمان : قسم ينتهي الى مادة هي قريبة من الاحساس).
__________________
(١) ـ كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٩ ح ٢١٢٨٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١.