او استمراره ، بمثل المكاسب والرسائل للشيخ الاعظم قدسسره ، فهذان الكتابان هما الوحيدان اللذان سبقا جامعات العالم الحقوقية ، في بيان المنهج ، وكيفية الاستنباط لكل ابعاد الحياة.
ولهذا فانّا نحتاج الى فهم الكتابين لا في استنباط الاحكام الشرعية فحسب ، بل في التفوّق الحضاري على العالم ، حسب «الاسلام يعلو ولا يعلى عليه» (١) فان في فهمهما واستيعابهما كاملين ، الدليل الملموس لتفوق المسلمين على العالم في بناء الحضارة الحديثة.
ولو اتيح للمسلمين ترجمة هذين الكتابين باللغات الحيّة ، لاخذا مكانهما في ارقى مرحلة من المراحل الدراسية في الجامعات العالمية.
وبهذا تبيّن : ان احتمال الغنى عن بعض مباحث الكتابين كبحث الانسداد وبحث العدالة ، او ان الطالب لا وقت له لدراسة الكتابين ، ولكيلا يزاحم سائر مهامه التبليغيّة ، والاجتماعية ، وما اشبه ، فاللازم التبعيض فيهما ، او التلخيص لهما ، فانه غير وارد اطلاقا ، فان الانسداد يبقى منهاج الدقّة فيه ، وان لم يقل شخص بالانسداد.
هذا ، وليس الكلام : ان كل الطلاب يحتاجون اليهما حتى يستشكل بالمزاحمة ، وانما الكلام : فيمن يريد الوصول الى آخر تطورات الفكر البشري في التحقيق والتدقيق ، الذين هما مبنى الحضارة الحديثة بل كل الحضارات الراقية.
فهل يا ترى من الصحيح : الاشكال على من يطلب العلم عشرات السنين للاختصاص في أغوار النفس ، او خصوصيات الجسم ، او اجواء الفضاء ، للحصول
__________________
(١) ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٢٤٣ ح ٢ ، غوالي اللئالي : ج ١ ص ٢٢٦ ح ١١٨ ، نهج الحق : ص ٥١٥ الفصل الحادي عشر ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٣٧٦ ب ١ ح ١١.