لم يزد في البداهة على ذلك.
______________________________________________________
وهناك قسم ثالث من الضروريات تسمّى بضروريات الاديان ، كوجود الجنة والنار.
وقسم رابع : هو ضروريات الفقه ، كضرورية عدم الفاصلة بين الرضعات في نشر الحرمة بشيء آخر غير اللبن من المرضعة.
فانه (لم يزد في البداهة على ذلك) فكما ان البديهيات الدينية والمذهبية لا تحتاج الى شيء آخر ، كذلك حال البديهيات العقلية.
هذا هو الاشكال من الشيخ قدسسره على الحدائق.
لكن ربما يقال : ان الحدائق استثنى البديهيات اولا ، ثم جعل كلامه في غير البديهيات ، ولعل الشيخ قدسسره اطلع على ما لم نطلع نحن عليه.
وعلى أيّ حال : فانه ينبغي ان يقال : ان تقسيم العقل الى الفطري وغير الفطري محل تأمل ، فان هناك اقسام من الناس :
الاول : المعاند ، ولا كلام فيه ، فان عقله كسائر العقول ، وانّما يعاند ، كما قال سبحانه : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ)(١).
الثاني : الجاهل قاصرا ومقصرا ، ولا كلام فيه أيضا.
الثالث : المستقيم ، ولا كلام فيه أيضا.
الرابع : الذي اشتبه في الدليل العقلي ، ولا شك انه اذا لم يكن معاندا ، ولم يكن تلقّيه مختلفا ـ كما تقدّم من مثال الاواني الثلاث ـ يرجع الى الواقع بالبحث والاستدلال ، فأية فائدة لهذا التقسيم بالفطري وغير الفطري؟.
فان كل واحد من اساطين العلم ، كأصحاب الحدائق والجواهر والمستند
__________________
(١) ـ سورة النمل : الآية ١٤.