والعجب ممّا ذكره في الترجيح عند تعارض العقل والنقل ، كيف يتصوّر الترجيح في القطعي ، وأيّ دليل على الترجيح المذكور.
وأعجب من ذلك الاستشكال في تعارض العقليّين من دون ترجيح ،
______________________________________________________
والرسائل والكفاية ـ مع اختلافاتهم الكثيرة في الاصول والفروع واستدلالاتهم العقلية والنقلية بمختلف المسائل ـ هل يمكن ان يقول بعضهم لبعض انه مأخوذ من العقل غير الفطري؟.
وحاصل كلامنا : ان جعل هذا المحور موجبا للرد والايراد بين أعلام الدّين غير خال عن المناقشة.
نعم ، لا شك ان الاهواء دخلت في اديان الكفّار والمنحرفين ، لكن اذا ألفتوا كانوا من مصاديق (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ..)(١).
الثاني : من موارد النظر على كلام البحراني قدسسره ما ذكره بقوله : (والعجب مما ذكره في الترجيح عند تعارض العقل والنقل) بترجيح النقل على العقل ، فانه (كيف يتصور الترجيح في القطعي) المرتبط بالعقل؟ فاذا قطع الانسان بان الآن نهار ، وجاء نقل بانه ليل ، فهل يمكن ترك القطع الى النقل (وأي دليل) في مقام الاثبات (على الترجيح المذكور)؟.
لكن ربما يقال : ان مراد البحراني؟؟؟ ليس العقلي القطعي ، بل ما يسمونه بالادلة العقلية المبنية على مقدمات غير مقطوعة ، ولذا نرى ان بعضهم يدّعي دلالة العقل على وجوب مقدمة الواجب ، وبعضهم يدّعي دلالته على عدم الوجوب ، وهكذا.
(و) الثالث : من موارد النظر وهو (اعجب من ذلك : الاستشكال) من البحراني قدسسره (في تعارض العقليين من دون ترجيح) فهل يمكن تعارض دليلين
__________________
(١) ـ سورة النمل : الآية ١٤.