ما ورد من : «أنّ دين الله لا يصاب بالعقول».
وأمّا نفي الثواب على التصدّق مع عدم
______________________________________________________
على اخبار حجية العقل ، اما اذا لم يكن معارض العمل نقلي ، كان اللازم بالعقل.
(و) كيف كان : فانه (على ما ذكرنا) من حمل الاخبار الناهية ، على العمل بالعقل الناقص ، بدون الرجوع اليهم عليهمالسلام (يحمل ما ورد : من «إنّ دين الله لا يصاب بالعقول») (١) اي العقل الناقص ، لا العقل الذي هو حجة.
والحاصل : ان الجمع بين ادلة حجية العقل ، وبين ادلة : «دين الله لا يصاب بالعقول» ان الاول : في مجال العقل ، والثاني : في مجال الامور الشرعية ، التي لا مجال للعقل فيها ، مثلا : حسن الاحسان ، وقبح الظلم ، ووجوب العدالة ، وانقاذ الغريق والحريق والمهدوم عليه ، وحسن التواضع والسخاء والشجاعة ، وقبح الظلم والحسد والغرور والكبر ، الى غيرها من مجال العقل في الجملة.
بينما العبادات بخصوصياتها ، والديات ، وخصوصيات النكاح والطلاق وما اشبه ، انّما هي من مجال الشرع ، فلا تصادم بين الطائفتين من الروايات ، ودليل هذا الجمع هو القرائن الداخلية والخارجية في الروايات.
(واما) ما ورد من الاخبار في نفي الثواب عن التصدق بغير دلالة وليّ الله مما يدل على عدم اعتبار العقل القطعي اذ العقل لا يشك في حسن التصدق مطلقا ، وقد خالفه النقل بعدم الثواب عليه ، وعدم الثواب يلازم عدم حسنه ، فالجواب عنه يكون باحد امور :
اولا : ان (نفي الثواب على التصدق مع عدم) توسط الحجة وعدم
__________________
(١) ـ كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٦ ح ٢١٢٨٩ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١.