.................................................................................................
______________________________________________________
الاول : ما هو خارج عن ادراك العقل ، وذلك لان العقل محدود حسب كونه ممكنا ، والله سبحانه وتعالى وصفاته غير محدود ، ولا يعقل احاطة المحدود بما هو غير محدود ، كما لا يعقل عكسه ، اي انطباق غير المحدود على المحدود ـ فكلا الامرين يستلزم التناقض ـ.
الثاني : ما هو ليس بخارج عن ادراك العقل.
اما التكلم في الاول : فانه لا يزيد الانسان علما ، ولا وصولا الى الحقيقة والواقع ، وعليه ، فالأولى عدم التكلم فيه ، لانه على اقل تقدير ضياع للعمر.
واما التكلم في الثاني : فهو انّما يصح اذا كان مما له الى النتيجة سبيل وإلّا كان كمدير صيدلية بغير علم مسبق ، فهل يتمكن ان يميّز بين مختلف الادوية ومنافعها ومضارها؟.
والروايات الواردة في المقام ناظرة الى الامور الثلاثة كل في موضعه.
وهناك تقسيم آخر بالنسبة الى الاشخاص : فبعض الاذهان تتمكن ان تستوعب المطالب الممكنة ذاتا ، وبعضها لا تتمكن ، لاختلاف العقول ، قال عليهالسلام :
«إنّ هذه القلوب أوعية» (١).
فاللازم على الانسان ان يعرف قدر امكانه حتى لا يدخل فيما ليس بامكانه ، كاختلاف الاجسام في قدرة الحمل للاشياء الثقيلة ، حيث يلزم على الحامل للاثقال ان يعرف مقدار قدرته الجسمية ، فلا يحمل ما لا طاقة له به ، وكثيرا ما اذا حمل اوجب عطبه وهلاكه.
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : خطبة ١٤٧ ، روضة الواعظين : ص ١٠ ، تحف العقول : ص ١٦٩ ، كمال الدين : ص ٢٨٩ ، الارشاد : ج ١ ص ٢٢٧ ، الامالي للمفيد : ص ٢٤٧ ، غرر الحكم : ص ٦٧ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٨ ص ٣٤٦.