او تنبيهه على مرضه ليرتدع بنفسه ولو بأن يقال له : «إنّ الله سبحانه لا يريد منك الواقع» ، لو فرض عدم تفطّنه لقطعه بأنّ الله يريد الواقع منه ومن كل أحد ،
______________________________________________________
(أو تنبيهه على مرضه) النفسي الموجب لكثرة قطعه غير المتعارف ، ليعالج نفسه ، وترجع الى الصحة والى المتعارف.
وذلك (ليرتدع) بسبب احد الامرين عن قطعه (بنفسه) فلا يعمل حسب قطعه المخالف للواقع (ولو بان يقال له) اذا لم ينفع الطريقان المذكوران : (ان الله سبحانه لا يريد منك الواقع).
وقد نقل : ان الشيخ المصنّف قدسسره جاءه رجل مبتلى بالوسواس ، كان يكبّر الصلاة الى ان تطلع الشمس ، وكلما كبّر قطع بانه لم يصح تكبيره ، وهكذا كانت حاله في سائر الصلوات ، فقال له الشيخ : لما ذا انت كذلك؟ قال : اني كلما كبّرت للصلاة أتاني الشيطان وقال لي : لم يصح تكبيرك ، قال الشيخ هل أنت تقلدني؟ قال : نعم ، قال : فكبر لكل صلاة مرة ، وبعد التكبير قل : «الشيخ المرتضى قال لي صح تكبيرك» ثم اشرع في قراءة الحمد ، وسمع الرجل كلام الشيخ حتى ذهبت عنه تلك الحالة ، ولما قيل للشيخ : ابطلت صلواته مدة بما قلت له؟ قال : كان الامر دائرا بين الأهم والمهم فأفتيته بالاهم ، تخلصا من المهم.
لكن انّما يمكن ان يقال للقطاع : ان الله لا يريد منك الواقع (لو فرض عدم تفطّنه) والتفاته (لقطعه) الذي يقتضي (بان الله يريد الواقع منه ، ومن كل احد) اذ المفروض ان القطاع يقطع بامرين :
الاول : ان هذا حكم الله.
الثاني : ان الله يريده منه.