وقد وقع الخلاف فيها ، وتمام الكلام في كلّ واحد موكول إلى محلّه ، فالكلام يقع في مقاصد ثلاثة : الأوّل في القطع ، والثاني في الظّن ، والثالث في الاصول العلميّة المذكورة التي هي المرجع عند الشّك.
______________________________________________________
ولذا قال رحمهالله تعالى : (وقد وقع الخلاف فيها) وبعضهم فسر العبارة : بأنّ المراد اختلاف بعض العلماء في جريان الحكم على احد الموضوعات الاربعة مثل انكار الاخباريين البراءة في ما اذا شك في التحريم وقالوا بالاحتياط ، لكن ما ذكرناه اوفق باللفظ (وتمام الكلام في كل واحد) من الاربعة ، موضوعا وحكما ودليلا (موكول الى محله) إن شاء الله تعالى ، والمراد بتمام الكلام : الكلام التام لا بقية الكلام ، اذ التمام يستعمل تارة بهذا المعنى ، واخرى بالمعنى الثاني ، فهو من اضافة الصفة الى الموصوف ، لا اضافة الجزء الى الكل ، او الجزئي الى الكلي.
(فالكلام يقع في مقاصد ثلاثة : الاول : في القطع ، والثاني : في الظن) وقد عرفت انه يلازمه الوهم ، فالكلام في المقصد الثاني فيهما ، كقولهم : العمل في باب الانسداد ، بالمظنونات والموهومات والمشكوكات.
(والثالث : في الاصول العملية المذكورة ، التي هي المرجع عند الشك) حيث انه محل اجراء الاصول العملية.
ولا يخفى انه قد يكون الظن النفسي ، حاله حال الشك في جريان احكام الشك ، وهو ما اذا كان الظن غير حجة.
* * *