وأمّا المخالفة تدريجا في واقعتين ، فهي لازمة البتة.
والعقل كما يحكم بقبح المخالفة دفعة عن قصد وعلم ، كذلك يحكم بحرمة المخالفة في واقعتين تدريجا عن قصد إليها
______________________________________________________
الفعل اختياريا.
(واما المخالفة) العملية القصدية (تدريجا في واقعتين ، فهي لازمة البتة) فانه اذا حلف على الوطي او الترك كل ليلة من ليالي هذا الاسبوع ، ثم نسي ان الحلف تعلق بالفعل او الترك ، فاذا وطأ ليلة وترك ليلة عالما عامدا ، حصلت المخالفة العملية ، لانه ان كان حالفا على الوطي فقد تركه في ليلة ، وان كان حالفا على الترك فقد وطأ في ليلة ، فجريان الاصل معناه : اجازة الشارع للمخالفة القطعية ، وقد سبق انه من المناقضة ، فاذا اجرينا الاصل في الاطراف وحكمنا بالاباحة حصلت المخالفة.
(والعقل كما يحكم بقبح المخالفة دفعة عن قصد وعلم) من غير فرق بين مخالفة واجب او مخالفة حرام ، او مخالفة امرين يعلم بالحكم الواقعي بينهما ، كما اذا علم بنجاسة احد ماءين فشرب احدهما ، وأراق الآخر في المسجد في آن واحد ، فانه يعلم بارتكابه العصيان باحد علمية المقارنين في زمان واحد (كذلك يحكم بحرمة المخالفة) العملية (في واقعتين تدريجا عن قصد اليها) أي إلى المخالفة ، كما تقدّم في مثال من نسي انه حلف على الوطي او الترك في كل ليلة من الاسبوع ، ففعل ليلة وترك ليلة ، ومن المعلوم ان البناء على الاباحة في المحلوفة يوجب تلك المخالفة.
إن قلت : اذا حرمت المخالفة التدريجية ، فلما ذا افتى بعضهم بجوازها ، فيما اذا قلّد مجتهدين تدريجا؟ بأن قلّد ـ مثلا ـ من يقول : بحرمة المرأة المحلوفة الوطي