وإن جعلناهما متغايرين في الخارج ، كما في الذهن : فان جعلنا الدخول والادخال راجعين إلى عنوان محرّم واحد ، وهو القدر المشترك بين إدخال النفس وإدخال الغير ، كان من المخالفة المعلومة بالخطاب التفصيليّ ، نظير ارتكاب المشتبهين بالنجس.
وإن جعلنا كلا منهما عنوانا مستقلا
______________________________________________________
الاحتمال الثاني : هو ما اشار اليه بقوله :
(وان جعلناهما) ايّ الدخول والادخال فعلين متعددين (متغايرين في الخارج) فهما امران ـ وان كانا بصورة امر واحد ـ.
(كما) انهما متغايران (في الذهن) كتغاير الحيوان والناطق في الذهن.
وعليه : فالعامل يعلم اجمالا حرمة احد الفعلين : اما فعل الدخول او الادخال (فان جعلنا الدخول والادخال راجعين الى عنوان محرم واحد) فالدخول والادخال كلاهما ادخال ، لكن احدهما ادخال النفس والآخر ادخال الغير.
(و) هذا الادخال (هو القدر المشترك) الجامع (بين ادخال النفس وادخال الغير) فكأنّ فردين من جامع محرم اندكّا في فرد واحد ، فهذا الفرد الواحد (كان) بلحاظ آخر فردان كالاحتمال السابق يكون (من المخالفة المعلومة بالخطاب التفصيلي) لانه قد ادخل الجنب في المسجد ، سواء بادخال النفس او بادخال الغير (نظير ارتكاب) الإناءين (المشتبهين بالنجس) اذا صبهما بحركة واحدة في المسجد ، فان هذا الصب حرام تفصيلا ، اما لنسبته الى الاناء الاحمر ، او لنسبته الى الاناء الابيض.
الاحتمال الثالث : اشار اليه بقوله (وان جعلنا كلا منهما) اي الدخول والادخال (عنوانا مستقلا) فهما امران مستقلان ، وحيث لا اتحاد حقيقة ـ كما في الاحتمال