وقد اشتهر : «أنّ للمصيب أجرين وللمخطئ أجرا واحدا».
______________________________________________________
عن الحكمة ، فانه أيضا ممتنع في حقه سبحانه.
وانّما الكلام في الوزر لمن سن سنة سيئة ، فهل يعطي من سن بقدر كل من عمل بتلك السنة السيئة ، كما في الافراد ، وكيفا في القدر ـ كما ربما يستظهر من الحديث ـ أو المراد اصل الاعطاء لا كيفه؟.
لا يبعد الثاني ، لانه الأوفق بالحكمة ، لوضوح ان من يعمل بالسنّة السيئة أيضا له دخل في ارتكاب هذه السيئة ، فهو ومن سنّها اذن شريكان ، فاعطاء كل واحد بقدر التمام يخالف ـ على الظاهر ـ قوله تعالى : (فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) (١) بل هما ، كما إذا اشترك اثنان في قتل شخص ، حيث لكل واحد نصيبه من الجريمة ، لا انه يعطي لكل واحد جريمة قتل.
نعم ، يمكن ان يقال : بان من سنها له امران : الفعل ، والسببية ، ولكل عقوبة.
وعلى اي حال : فكثرة الثواب والعقاب لمن كثر اتباعه ، معلول لامر اختياري هو اختيار سن الحسنة أو السيئة ، واما قلتهما فيهما ، فهو من جهة ان العلة لم تؤثر قدر اثرها الممكن ، فلا ثواب ازيد ولا عقاب ازيد من جهة السالبة بانتفاء الموضوع ، وتفصيل الكلام في هذه المباحث موكول الى علم الكلام.
(و) مما يدل أيضا على التفاوت بامر خارج عن الاختيار ما (قد اشتهر) في السنتهم ، بل نسبه سلطان العلماء في حاشية المعالم الى الرواية : (ان للمصيب) في اجتهاده بحيث وصل الى الواقع (اجرين) : اجر الاجتهاد ، واجر الاصابة ، مع ان الاصابة لم تكن باختياره (وللمخطئ اجرا واحدا) (٢) لاجتهاده ، مع ان
__________________
(١) ـ سورة الانعام : الآية ١٦٠ ، سورة غافر : الآية ٤٠.
(٢) ـ حاشية سلطان العلماء على المعالم ص ٨٠.