الّا أن نقول بعدم مدخليّة الامور الخارجة عن القدرة في استحقاق المدح والذّم ، وهو محل نظر بل منع.
______________________________________________________
قبيحا ، لكن اذا كان ذلك الانسان زوجته ـ وهو جاهل بكونه زوجته ـ لا يقبح عمله ذلك ، فجهل ، كاشف نفسه بالعنوان ـ اي عنوان : ان الناظر اليه زوجته ـ لا يمنع عدم قبح فعله.
ثم ان هذا المستشكل بقوله : «ودعوى» اشكل على نفسه بقوله : (الّا ان نقول :
بعدم مدخلية الامور الخارجة عن القدرة ، في استحقاق المدح والذّم) فمصادفة عدم قتل المؤمن ـ تجرّيا ـ بما هو واجب واقعا ، لا يتصف بحسن ولا قبح ، لان المصادفة خارجة عن الاختيار ، وما كان خارجا عن الاختيار ، لا يكون حسنا ولا قبيحا في نفسه ، وما ليس له حسن كيف يرفع قبح غيره؟ كما ان ما ليس له قبح كيف يرفع حسن غيره؟.
(و) اجاب عن الاشكال : بان «عدم المدخلية» (هو محل نظر ، بل منع) فيمكن ان يؤثر ما ليس هو ـ في نفسه ـ بحسن ولا قبيح في رفع قبح ، او رفع حسن ، اذ الواقع ، له مدخلية في الاشياء ـ وان لم يكن الواقع تحت القدرة ـ كما تقدّم : من ان كثرة المصلين في مسجد ، يؤثر في كثرة ثواب الباني ، وكثرة الخمارين في مخمر ، له اثر في كثرة عقاب الباني مع ان الكثرة فيهما لم تكن باختيار البانيين ، وكذا في اثنين كتب كل منهما كتابا ، احدهما صار متداولا اكثر من الآخر.
بل يأتي الكلام في : مؤلف واحد الّف كتابين : كشرح اللمعة والمسالك للشهيد الثاني ، حيث صار أحدهما اكثر تداولا من الآخر ، فانه مع وحدة الجهد وتشابه الاخلاص يكون ثواب احدهما ـ لأكثرية القراء والمستفيدين ـ اكثر من الآخر.