بالاستئذان ، للأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ، بقوله تعالى : (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ) [الآية ٥٨] أي من الأحرار؟
قلنا : هو في المعنى ، أمر للآباء والأمهات ، بتأديب الأطفال وتهذيبهم ، وليس أمر للأطفال.
فإن قيل : لم أباح تعالى ، للقواعد من النساء ، وهن العجائز ، التجرّد من الثياب ، بحضرة الرجال ، بقوله تعالى : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ) [الآية ٦٠].
قلنا : المراد بالثياب هنا ، الجلباب والرداء والقناع الذي فوق الخمار ، لا جميع الثياب ، وقوله تعالى (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ) [الآية ٦٠] أي غير قاصدات بوضع الثياب ، الثياب الظاهرة ، إظهار زينتهن ومحاسنهن ، بل التخفيف ؛ ثم أعقبه بأن التعفّف بترك الوضع خير لهن.
فإن قيل : لم قال تعالى : (وَلا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ) [الآية ٦١] مع أن انتفاء الحرج عن أكل الإنسان من بيته معلوم ، لا شك فيه ولا شبهة؟
قلنا : المراد بقوله تعالى (مِنْ بُيُوتِكُمْ) أي من بيوت أولادكم ، لأنّ ولد الرجل بعضه ، وحكمه حكم نفسه ، فلهذا عبّر عنه به ، وفي الحديث : «إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه» ؛ ويؤيد ذلك أنه تعالى قد ذكر بيوت جميع الأقارب ، ولم يذكر بيوت الأولاد.
وقيل المراد بقوله تعالى : (أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ) أي من مال أولادكم ، وأزواجكم الذين هم في بيوتكم ، ومن جملة عيالكم. وقيل المراد بقوله تعالى : (مِنْ بُيُوتِكُمْ) البيوت التي يسكنونها ، وهم فيها عيال لغيرهم ، كبيت ولد الرجل وزوجته وخادمه ، ونحو ذلك.
فإن قيل : معنى السلام هو السلامة والأمن ، فإذا قال الرجل لغيره : السلام عليك ، كان معناه سلمت مني وأمنت ، فما معنى قوله تعالى (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) [الآية ٦١]؟
قلنا : المراد به فإذا دخلتم بيوتكم ، فسلّموا على أهلكم وعيالكم. وقيل معناه إذا دخلتم المساجد ، أو بيوتا ليس فيها أحد ، فقولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، يعني من ربّنا.
فإن قيل : لم قال الله تعالى