الحسين بن السريّ قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام اذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم (١) والحديث مرسل ولا اعتبار بالمرسل مضافا الى ما في السند من الاشكال غير ما ذكر.
ومنها ما رواه الحسن بن الجهم قال : قلت للعبد الصالح عليهالسلام هل يسعنا فيما ورد علينا منكم الّا التسليم لكم فقال لا والله لا يسعكم الّا التسليم لنا فقلت فيروى عن أبي عبد الله عليهالسلام شيء ويروى عنه خلافه فبايهما نأخذ فقال خذ بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتنبه (٢) وهذه الرواية مخدوشة سندا بابي البركات فان الرجل لم يوثق صريحا نعم قال الحر قدسسره في تذكرة المتبحّرين الشيخ أبو البركات علي بن الحسين الجوزي الحلي عالم صالح محدث يروي عن أبي جعفر بن بابويه (٣).
ويمكن النقاش في دلالة هذه العبارة على التوثيق من وجوه :
الوجه الأول : ان ديدن الرجالي بالنسبة الى من يراه ثقة التعبير بالوثاقة ولا يكتفون بقولهم صالح أو دين لاحظ ما افاده الحر بنفسه في ترجمة علي بن عبد العالي قال : كان فاضلا عالما متبحرا محققا مدققا جامعا كاملا ثقة زاهدا عابدا ورعا جليل القدر عظيم الشأن فريدا في عصره (٤).
إن قلت اذا لم يكن محرز الوثاقة كيف يكون صالحا وكيف يصدق عليه عنوان الصلاح.
قلت : اذا كان الأمر كذلك فما الوجه في قوله ثقة في ترجمة علي بن عبد العالي مع
__________________
(١) الوسائل الباب ٩ من أبواب صفات القاضي الحديث ٣٠.
(٢) نفس المصدر ، الحديث ٣١.
(٣) معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٧٥ الرقم ٨٠٦٩.
(٤) معجم رجال الحديث ج ١٢ ص ٧٣ الرقم ٨٢٤٦.