اشهد بما هو علمك ، قلت : إنّ ابن أبي ليلى يحلفنا الغموس ، فقال : احلف ، إنّما هو على علمك» (١).
الثّانية : قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرّجل يكون في داره ، ثمّ يغيب عنها ثلاثين سنة ويدع فيها عياله ، ثمّ يأتينا هلاكه ، ونحن لا ندري ما أحدث في داره ، ولا ندري ما أحدث له من الولد ... ولا تقسم هذه الدّار على ورثته الّذين ترك حتّى يشهد شاهدا عدل أنّ هذه الدّار دار فلان بن فلان مات وتركها ميراثا بين فلان وفلان ، أو نشهد على هذا؟ قال : نعم ... ، فقال : كلّ ما غاب من يد المرء المسلم ، غلامه أو أمته أو غاب عنك لم تشهد به» (٢).
الثّالثة : قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرّجل يكون له العبد والأمة ، قد عرف ذلك ، فيقول : أبق غلامي أو أمتى ، فيكلّفونه القضاة الشّاهدين بأنّ هذا غلامه أو أمته ، لم يبع ولم يهب ، أنشهد على هذا إذا كلّفنا؟ قال : نعم» (٣).
وفيه : أوّلا : أنّ الرّوايات ، كما ترى ، يستظهر منها ، أنّ البناء في الشّهادة إنّما هو على اليد لا الاستصحاب ؛ ولذا جاء في ذيل الثّانية التّصريح باليد وهو قوله عليهالسلام «كلّ ما غاب من يد المرء المسلم ...».
__________________
(١) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ١٧ من أبواب الشّهادات ، الحديث ١ ، ص ٢٤٥ و ٢٤٦.
(٢) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ١٧ من أبواب الشّهادات ، الحديث ٢ ، ص ٢٤٦.
(٣) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ١٧ من أبواب الشّهادات ، الحديث ٣ ، ص ٢٤٦.