جبريل عن الإحسان ، فقال : «أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك» (١).
يطالب القرآن الكريم العالم المؤمن كله بأن يكونوا من أهل الإحسان في النية والقول والعمل ، فبالنية يتحقق الإخلاص لرب العالمين ، وبالقول الحسن يتم التعبير عما يكنّ في القلب من إعلان الشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وبالفعل الحسن تؤدى الصلاة والزكاة على نحو متقن ، كما قال تعالى : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)) [البينة : ٩٨ / ٥].
وصلاح القلب بالنية المخلصة والإيمان الحق ، مع صلاح القول ، وصلاح العمل يحقق كل ذلك هدف الإسلام الأمثل ، لتحقيق استقامة النفس ، وتصحيح الكلام والتأدب بالأدب القويم ، وتقويم السلوك والأعمال التي هي معيار تقدم المجتمع ورقي البشرية.
أهل اللهو وأهل العمل الصالح
تميزت مجموعات الآيات القرآنية الواردة بإيجازها واختصارها : بعقد موازنة بين الأضداد ، وتعارض الفئات ، ليعرف الناس ألوان الفرق ، ويتبينوا الهدى من الضلال ، ويعرفوا مصير كل فئة أو فرقة ، لأن كل موازنة قرآنية يعقبها الله تعالى ببيان ثمرات الأعمال والأفعال ، والثمرة متفاوتة ، فأهل اللهو من الكافرين لهم العذاب الأليم ، وأهل الإيمان والعمل الصالح لهم المقام الكريم. والطريق واضح
__________________
(١) أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.