وإن خيّر الزوج زوجته في تطليق نفسها ، فقال الإمام مالك : هي طالق ثلاثا ، وليس للزوج الإنكار ، بخلاف التمليك. وقال غير مالك : هي طلقة بائنة.
وإن أرادت نساء النبي صلىاللهعليهوسلم رضا الله ورسوله وثواب الآخرة وهو الجنة ، فإن الله أعد للمحسنة منهن ثوابا عظيما ، يفوق زينة الدنيا. ويشير هذا إلى أن من أراد الله ورسوله والدار الآخرة ، كان محسنا صالحا. وحينما خيّرهن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الدنيا والآخرة ، اخترن جميعا الآخرة ، فسّر بذلك ، وشكرهن الله على حسن اختيارهن ، وكرّمهن.
ثم بعد اختيارهن الآخرة خصصهن الله تعالى بمضاعفة الأحكام الشرعية في حقهن ، فيا نساء النبي ، من يرتكب منكن معصية كبيرة ظاهرة القبح ، كالنشوز وعقوق الزوج وسوء الخلق ، يكون عقابها مضاعفا ، لشرف منزلتكن وفضل درجتكن ، وكان تضعيف العذاب لكنّ يسيرا هينا على الله تعالى. ويا نساء النبي ، من تطع منكن الله ورسوله بسكون وخشوع ، وتخشع جوارحها ، وتستجب لأمر ربها ، وتعمل عملا صالحا ، يضاعف الله لكنّ الأجر والثواب ، بسبب كونكن من أهل بيت النبوة ومنزل الوحي ، وأعد الله لكل واحدة منكن زيادة على هذا رزقا كريما خالصا في الجنة ، لا عيب فيه ولا نقص. والاعتاد : التيسير والإعداد ، والرزق الكريم : الجنة ، ويجوز أن يقصد بالرزق : الرزق الدنيوي من حيث هو حلال وطيب.
وأزواج (زوجات) الرسول صلىاللهعليهوسلم اللواتي نزلت الآية فيهن تسع : خمس قرشيات : وهن عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وحفصة بنت عمر ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وسودة بنت زمعة ، وأم سلمة بنت أبي أمية. وأربعة غير قرشيات : ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وصفية بنت حييّ بن أخطب الخيبرية ، وزينت بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحارث المصطلقية ، رضي الله عنهن أجمعين ، فهن مع السيدة خديجة رضي الله عنها أمهات المؤمنين.