القلوب» (١). وعن قتادة : «قولوا : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
وخص الأمر بالذكر في المزدلفة عند المشعر الحرام ، فقال الله تعالى : (فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة : ٢ / ١٩٨] وفي أداء مناسك الحج في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) [البقرة : ٢ / ٢٠٣] وبعد ذهاب الخوف من العدو : (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [البقرة : ٢ / ٢٣٩] وعند ذبح الأنعام : (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَ) [الحج : ٢٢ / ٣٦] وعند الصيد : (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) [المائدة : ٥ / ٤]. ووصف الله المؤمنين بالذاكرين في الأوقات كلها في قوله سبحانه : (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) [آل عمران : ٣ / ١٩١] وقوله تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الأحزاب : ٣٣ / ٣٥].
ثم أبان الله تعالى فضيلة الذّكر وسببه وثوابه بقوله : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) أي إن الله تعالى الذي تذكرونه وتسبّحونه : هو الذي يرحمكم ، وصلاة الله على عباده : هي رحمته لهم ، وبركته لديهم ، ونشره إلينا الجميل ، والملائكة تستغفر لكم ، لأن صلاة الملائكة : الدعاء للمؤمنين ، وذلك من أجل إرادة هدايتكم ، وإخراجكم من ظلمات الضلال والجهل إلى نور الحق والهدى والإيمان ، وكان الله وما يزال رحيما ، تام الرحمة بالمؤمنين من عباده ، في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا : فإن الله يهديهم إلى الحق الذي جهله غيرهم ، ويبصّرهم الطريق الذي حاد عنه سواهم الى الكفر والابتداع الضالّ ، وأما في الآخرة : فيؤمّنهم الله من الفزع الأكبر ، ويظلّهم بمظلته الرحيمة ، وتبشّرهم الملائكة بالفوز بالجنة والنجاة من النار ، رأفة بهم ، ومحبة لهم.
__________________
(١) حديث حسن لغيره.