نبوّتك ، يؤيّد انك في رسالتك إلى فرعون وقومه من الأكابر والرؤساء والأتباع ، إنهم كانوا قوما خارجين عن حدود طاعة الله ، مخالفين لأمره ودينه ، فكانوا بأمسّ الحاجة إلى إرسالك إليهم ، مؤيّدا بهاتين المعجزتين.
وكانت هذه المكالمة التي أهّلت موسى عليهالسلام لوصفه بأنه كليم الله هي بداية التكليف بالنّبوة والرسالة الإلهية ، في أشقّ مهمة وأعسرها ، وهي محاولة هداية فرعون المتألّه الجبّار ، وإرشاده إلى الإقرار بوجود الإله الحقّ الواحد الذي لا إله غيره ولا شريك له.
نبوّة هارون وتكذيب فرعون
حينما أصبح موسى عليهالسلام رسولا من عند ربّه إلى فرعون وملئه ، أحسّ بمخاوف أخرى ، ومحاذير قديمة ، بمفاجأته بأنه قتل في شبابه قبطيّا من قوم فرعون ، فطلب من ربّه تأييده وإعانته بجعل أخيه هارون نبيّا ورسولا معه ، يؤازره ويصدّقه خشية تكذيبه ، فأجاب الله تعالى طلبه ، فسار الاثنان في مظلة الرعاية والحماية الإلهية إلى فرعون وملئه ، وكانت النتيجة متوقعة ، حيث بادر أولئك الفاسقون إلى وصف رسالة موسى وهارون بالسحر المفترى ، وبالأسطورة المختلقة ، وكان ردّ موسى واضحا بأن الذي أرسله هو الله تعالى ، وأنه يعتمد على تأييده ونصره ، قال الله سبحانه واصفا هذا اللقاء المثير :
(قالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (٣٣) وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (٣٤) قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ (١)
__________________
(١) سنقويك.