منهما ، وهو اللؤلؤ والمرجان ، كما جاء في آية أخرى : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣)) [الرحمن : ٥٥ / ٢٢ ـ ٢٣] وعلى الرغم من أن الحلية إنما تخرج من الملح ، فإنه يجوز النسبة إلى كل من الملح والعذب ، كما في آية : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) [الأنعام : ٦ / ١٣٠] والرسل : إنما هي من الإنس.
وتشاهد أيها الناظر السفن في البحر والنهر الكبير تمخر عباب الماء ، أي تشقّه ، مقبلة مدبرة ، حاملة المواد التجارية المختلفة ، لتطلبوا بالتجارة وكل سفر الرزق من فضل الله ، ولتشكروا الله على تسخير الماء العظيم لكم ، وعلى ما أنعم به عليكم من النعم.
والدليل الثاني : على قدرة الله التامة : إدخال الليل في النهار ، وإدخال النهار في الليل ، فيكون أطول من الآخر ، وما زاد من أحدهما أو نقص يدخل في الآخر ، فكأن الزيادة أو النقص دخول أحدهما في الآخر ، فيطول هذا ويقصر هذا ، ثم يتبادلان صيفا وشتاء.
والدليل الثالث : تسيير الشمس والقمر وبقية الكواكب السيارة ، والثوابت ، بإرادة الله وقدرته ، كل واحد منها يجري بمقدار معين ، ومدة محددة ، هي زمن مدارها أو منتهاها ، تساعد على تعلم عدد السنين والحساب.
ذلكم المذكور الذي فعل هذا من خلق السماوات والأرض ، وخلق الإنسان من تراب ونطفة ، وغير ذلك : هو الله الرب العظيم ، الذي لا إله غيره ، ولا ربّ سواه ، وهو صاحب الملك التام ، والقدرة الشاملة ، وكل ما عداه عبد له.
وفي مقابل ذلك تجد الأصنام عاجزة عن الخلق والإبداع ، وهي متصفة بصفات ثلاث ، كلها تدل على بطلانها ، أولها ـ أنها لا تسمع إن دعيت ، والثاني ـ أنها لا تجيب ، ولو سمعت ، والثالث ـ أنها تتبرأ يوم القيامة من الكفار.