تفسير سورة يس
القرآن والنبي صلىاللهعليهوسلم وقومه
سورة يس مكية بالإجماع ، وهي تتحدث عن رسالة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتذكّر الناس بالبعث والقدرة الإلهية ووحدانية الله تعالى ، وتثير المشاعر والأفكار للتأمل بأحداث القيامة ، وتتميز هذه السورة بأنها قلب القرآن ، وتشفع لقارئها ، أخرج الدارمي والترمذي والبيهقي عن أنس : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن لكل شيء قلبا ، وإن قلب القرآن يس».
وأخرج أبو النصر السجزي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن في القرآن لسورة تدعى : العظيمة عند الله ، يدعى صاحبها : الشريف عند الله ، يشفع صاحبها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر ، وهي سورة يس». وأخرج أبو داود وأحمد وابن ماجه وغيرهم عن معقل بن يسار أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اقرؤوا يس على موتاكم» وهو حديث حسن. قال الله تعالى في مطلعها مبينا موقف النبي من قومه :
(يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) (١)
__________________
(١) رافعوا الرؤوس غاضو البصر.