الأصنام والأوثان آلهة يعبدونها من دون الله ، لعلهم ينصرون بها ، ويشفعون لهم ، ويقربونهم إلى الله زلفى ، في زعمهم.
ولكن هذه المعبودات لا تحقق فائدة لأحد ، فهم لا يقدرون على نصر عبّادها ولا نصر أنفسهم ، على الرغم من أنهم جند طائعون لها ، أي للأصنام ، يخدمونهم ويدفعون عنهم ، ويغضبون لهم ، أي هم حراس أمناء.
ثم آنس الله نبيه عما يلقاه من صدود قومه عن دعوته وعما يلقاه منهم من ألوان الأذى ، فلا تهتم أيها النبي بتكذيبهم لك وكفرهم بالله ، وبأقوالهم الباطلة المفتراة حيث قالوا : هؤلاء آلهتنا ، وهم شركاء لله في المعبودية ، فإننا نحن (الله) نعلم جميع ما هم فيه ، نعلم سرهم وجهرهم ، ونعلم ما يسرّون لك من العداوة ، ومعاقبوهم على ذلك.
إن كل زمرة أو مجموعة قليلة من الآيات تصلح ردا قاطعا على عقائد المشركين الوثنيين ، ولكن الله جلّت حكمته ، نوّع الخطاب ، وكرّر المعنى ، وأقام الأدلة الكثيرة في مناسبات متعددة ، حتى لا يبقى لأحد عذر في البقاء على ضلاله وشركه ، وهذه آيات كغيرها تثبت توحيد الله تعالى ، وقدرته ، وتبيّن مزيد نعمه على عباده ، ليحملهم صنع المعروف على تذكر المنعم ، والمبادرة إلى الإقرار بوجوده والإذعان لكلامه في قرآنه المجيد.
الرد على منكري البعث
استبد العناد والتحدي ببعض المشركين ، فأعلنوا إنكار البعث واليوم الآخر ، فجاء العاص بن وائل ، أو أبي بن خلف إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، مجاهرا في إنكاره الآخرة ، أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعظم حائل ، ففتّه فقال : يا محمد : أيبعث هذا بعد ما أرمّ؟ قال : نعم ، يبعث الله