النعمة كداود وسليمان عليهماالسلام ، ومنهم من ابتلي وامتحن بالمرض كأيوب عليهالسلام ، ففي حال النعمة شكر وحمد ، وفي حال النقمة صبر وتفويض لله.
والمعنى : اذكر أيها النبي محمد لقومك مدى صبر أيوب عليهالسلام على مرضه مدة طويلة من الزمان ، قيل : هي نحو من ثماني عشرة سنة ، اذكره حين دعا ربه : بأنني قد مسني الضر ، وألحق بي الشيطان الضر والمشقة والألم. ولم يكن مرضه منفّرا الناس منه ، وإنما هو مرض جلدي ظاهري ، قابل للشفاء. أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم : أن أيوب عليهالسلام بقي في محنته ثماني عشرة سنة.
فأجاب الله دعاءه ، وأمره أن يضرب برجله الأرض ، فنبعت عين جارية ، فاغتسل فيها ، وشرب منها. وقوله : (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ) الركض : الضرب بالرّجل. والمعنى اركض الأرض ، ولما فعل ذلك عوفي من مرضه.
وأعاد الله له أيضا أهله وولده الذين تركوه ، ووهب له ماله في الدنيا ورد ما هلك من ماشيته ، وبارك في جميع ذلك ، وولد له الأولاد حتى تضاعفت الحال ، رحمة من الله به ، وتذكرة لأصحاب العقول السديدة ، فإن ما بعد الصبر والشدة إلا الفرج ، وما بعد العسر إلا اليسر.
وكانت زوجته تتردد عليه مدة مرضه ، فيوسوس لها الشيطان ويقول لها : لو سجد هذا المريض للصنم الفلاني لبرئ ، ولو ذبح عناقا (أنثى المعز أو الضأن إلى تمام الحول) للصنم الفلاني لبرئ ، ويعرض عليها وجوها من الكفر ، فكانت ربما عرضت ذلك على أيوب ، فيقول لها : ألقيت عدو الله في طريقك؟ فلما أغضبته بهذا ونحوه ، حلف لئن برئ من مرضه ليضربنها مائة سوط.
فلما برئ ، أمره الله تعالى أن يأخذ بيده قبضة أو حزمة كبيرة من القضبان ونحوها