والقنوت يطلق على الدعاء ، والطاعة ، أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت ، فهو الطاعة».
وعن ابن عباس قال : «من أحب أن يهوّن الله عليه الوقوف يوم القيامة ، فلينزه الله في سواد الليل ساجدا وقائما».
طريق الخلاص في الآخرة
إن طريق الخلاص والنجاة في عالم القيامة محصور في أمور ثلاثة : تقوى الله وطاعته ، وإخلاص الدين لله ، واجتناب الطواغيت ، أي الأوثان وكل ما عبد من دون الله ، فإذا ملأ الإنسان قلبه خوفا من الله تعالى ، وبادر لأداء الفرائض والواجبات ، وأخلص النية والعمل لله ، واجتنب كل ألوان الشرك والوثنية ، كان ناجيا مطمئنا ، مستقرا في جنان الخلد ، عند مليك مقتدر ، وهذا وعد إلهي منجز ، وسبيل متعين للنجاة ، قال الله تعالى مبينا هذا التوجه الصحيح وأصوله :
(قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ (١٠) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (١١) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣) قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (١٤) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١٥) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (١٦) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها (١) (٢) (٣)
__________________
(١) الحسنة في الآخرة : الجنة والنعيم ، وفي الدنيا : العافية والطهور وولاية الله تعالى أي نصرته ، والمراد هنا الحسنة الأخروية.
(٢) الظلل : طبقات النار.
(٣) الطاغوت : كل ما عبد من دون الله.