والعرش : أعظم المخلوقات ، وهو مركز تدبير العالم وهو حقيقة ، الله أعلم به. ومضمون دعاء الملائكة بالاستغفار هو :
يا ربنا الذي وسعت رحمتك وعلمك كل شيء ، اغفر واستر واصفح عن المؤمنين الذين تابوا عن الذنوب ، واتبعوا سبيلك ودينك في القرآن ، واحفظهم من عذاب الجحيم ـ عذاب النار.
ربنا وأدخل المؤمنين جنات عدن ، أي جنات الإقامة الدائمة التي وعدتهم بها على ألسن الرسل ، وأدخل معهم من صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّياتهم المؤمنين الصالحين ، اجمع بينهم وبينهم ، تكميلا لنعمتك وفضلك ، إنك أنت القوي الغالب الذي لا يقهر ، الحكيم في أقوالك وأفعالك من شرعك وقدرك.
روي عن سعيد بن جبير في تفسير هذه الآية : أن الرجل يدخل الجنة قبل قرابته ، فيقول : أين أبي؟ أين أمي؟ أين زوجتي؟ فيلحقون به لصلاحهم ، ولتنبيهه عليهم وطلبه إياهم ، وهذه دعوة الملائكة.
ولم يقتصر دعاء المؤمنين على طلب إدخال الجنان ، وإنما شمل طلب الحماية من العذاب أو العقاب ، فيا ربنا احفظ المؤمنين من ألوان العقاب والعذاب وجزاء المعاصي التي ارتكبوها ، بأن تغفر لهم ، ولا تؤاخذهم بشيء منها ، واحمهم من آثار السيئات ، فمن وقيته من السيئات يوم القيامة ، فقد شملته برحمتك ، وأنجيته من عذابك ، وذلك هو الفوز الأكبر الذي لا فوز أفضل منه. وقوله تعالى : (وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ) يحتمل معنيين :
الأول : يحتمل أن يكون الدعاء في أن يدفع الله عنهم السيئات نفسها حتى لا ينالهم عذاب من أجلها.