تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ (٧٤) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٧٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ (٧٨)) (١) [غافر : ٤٠ / ٦٩ ـ ٧٨].
هذا موقف المعاندين أهل الباطل ، فانظر إلى هؤلاء المجادلين في آيات الله الواضحة والدالة على الإيمان ، والإقرار بالوحدانية والبعث ، كيف يصرفون عنها ويتركون الهدى إلى الضلال؟
إنهم هم الذين كذّبوا بالقرآن ، وبرسالات الرسل الداعية إلى التوحيد ، وإخلاص العبادة لله ، والشرائع الصالحة لحياة الإنسان ، فسوف يعلمون مصائرهم الوخيمة وعواقب السوء المترتبة على مواقفهم.
إنهم سوف يعلمون حين تجعل القيود في أعناقهم ، ويسحبون بالسلاسل في الحميم : وهو الماء المتناهي في الحرارة ، فيحرقون ظاهرا وباطنا.
ثم يقال لهم من الملائكة توبيخا وتقريعا : أين الأصنام والشركاء التي كنتم تعبدونها من دون الله؟ قالوا مجيبين : لقد غابوا عنا وذهبوا فلم ينفعونا ، بل في الواقع تبينا أننا لم نكن نعبد شيئا له قيمة وجدوى أو نفع ، ومثل ذلك الضلال ، يضل الله الكافرين على ممر الزمان ، حيث أوصلتهم إلى النار ، بضلالهم وتركهم سادرين في هذا الضلال ، وعلى هذا اللون من الاختلاط وبيان فساد الذهن والنظر ، وهذا
__________________
(١) أي تبطرون وتتكبرون ، فالمرح : فرح بعدوان ..