قصة لوط عليهالسلام
اتّجه لوط عليهالسلام بعد إيمانه وهجرته مع إبراهيم من العراق إلى بلدة سدوم في غور الأردن ، بأمر الله إياه ، من أجل دعوة أهلها إلى توحيد الله ، وترك الفواحش ، ومحاربة الفساد ، وقطع الطريق على المارّة ، وإتيان المنكر ، وكان في دعوته جريئا قويا ، مجاهرا صامدا ، لا يفتأ يحذّر وينذر ، ويوجّه ويصلح ، ولكن القوم الفاسقين غلب عليهم حبّ الفاحشة والمنكر ، فلم يستجيبوا لدعوته ، وقاوموه وحاولوا طرده ، وإبعاده من ديارهم ، علما بأن لوطا عليهالسلام ليس من هؤلاء القوم ، قال الله تعالى واصفا دعوة لوط عليهالسلام :
(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٢٨) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٢) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥)) (١) (٢) (٣) (٤) (٥) [العنكبوت : ٢٩ / ٢٨ ـ ٣٥].
المعنى : واذكر أيها النّبي لوطا وقصّته مع قومه ، حين أرسله الله إلى أهل قرية
__________________
(١) مقرّ الاجتماع.
(٢) اعتراه الغمّ بمجيئهم خوفا عليهم.
(٣) ضعف عن تدبير خلاصهم.
(٤) الباقين في العذاب.
(٥) عذابا شديدا.