والله تعالى يحيي الأرض بالمطر ، فيخرج النبات من الحبّ ، والحبّ من النبات ، ومثل ذلك الإخراج تخرجون من القبور أحياء بعد أن كنتم أمواتا ، وذلك على الله يسير. أي إنه تعالى بعد إيراده الأمثلة الواضحة ببعث الأجساد عقلا ، أبان أنه كذلك خروجنا من القبور.
هذه الأمثلة الحسّية والمقارنات توضّح للناس طريق الإيمان ، وكيفية ارتباط الحياة الدنيوية بالحياة الأخروية ، وما أكثر هذه الأمثلة في القرآن الكريم ، ومنها : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحجّ : ٢٢ / ٥].
بعض أدلة القدرة الإلهية والوحدانية
لقد ذكر الله تعالى مجموعة من البراهين الساطعة العظيمة الدّالة على قدرته الباهرة وعظمته وتوحيده ، وهي تشمل بدء خلق الإنسان من تراب ، وخلق الأزواج من جنس الأزواج ، وإيجاد رباط مودة ورحمة بين الزوجين ، وخلق السماوات والأرض ، واختلاف الألسنة والألوان ، والنوم بالليل والنهار ، وطلب الرزق من فضل الله ، وإراءة البرق ، وقصف الرّعد ، وإنزال المطر من السماء ، وقيام السماء والأرض بأمره وتدبيره ، والاستجابة لأمره بالإعادة أحياء ، وملكه جميع من في السماوات والأرض ، والتذكير ببدء الله الخلق ، ثم إعادتهم أحياء من القبور. وهذا ما أوردته الآيات الكريمة التالية :
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ (١)
__________________
(١) تتصرّفون في أحوالكم وأسفاركم.