قال : والضرّ سوء الحال ... والنقصان يدخل في الشيء ... والضيق. (١)
وقال الفيومي : «الضر» الفاقة والفقر. بضم الضاد اسم وبفتحها مصدر «ضرّه ، ويضرّه» إذا فعل به مكروهاً. وقال الأزهري : كل ما كان سوء حال وفقر وشدة في بدن فهو ضرّ بالضم. وما كان ضد النفع فهو بفتحها. وفي التنزيل (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) أي المرض ، والاسم الضرر. وقد أطلق على نقص يدخل الأعيان. (٢)
وقال ابن الأثير : «الضرّ» ضد النفع. فمعنى قوله : لا ضرر : أي لا يضرّ الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقه ، والضرار فعال من الضرّ أي لا يجازيه على اضراره بإدخال الضرر عليه. (٣)
وقال الطريحي : «والضرّ» بالضم : سوء الحال ، وبالفتح ضد النفع. (٤)
هذه هي كلمات أعلام أهل اللغة ويظهر من الجميع : أنّ «الضرّ» بضم الفاء هو سوء الحال في النفس لأجل نزول المرض والعلّة ، أو لحلول الفقر والفاقة ، بخلاف الضرّ بفتح الفاء ، والضرر فإنّهما يقابلان النفع.
والمتحصّل من هذه النصوص أنّ الضرر عبارة عن النقص النازل بالنفس والبدن أو المال والجاه ، وليس النقص بما هو هو ، نفس الضرر ، بل الهيئة الحاصلة من هذا النقص هي الضرر.
وإن شئت قلت : إنّ النفع عبارة عن التزايد المطلوب كالعافية في البدن ، والوفرة في المال ، وحسن السمعة في الجاه. ويقابله الضرر فهو النقص الوارد على الشيء كإذهاب العافية من البدن ، ورأس المال من المال وحسن السمعة من
__________________
(١) القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٧٥.
(٢) المصباح المنير ، ج ٢ ، ص ٦.
(٣) النهاية لابن الأثير ، ج ٣ ، ص ٨١.
(٤) مجمع البحرين ، ص ٢٦٣ من الطبعة القديمة.