العرض والجاه.
وعلى ذلك ، فالنفع هو التزايد المطلوب ، والضرر هو النقص غير المطلوب ، وهذا ما يعبّر عنه في الفارسية ب ـ «افزايش» و «كاهش» غير أنّ الزيادة المطلوبة وغير المطلوبة تختلف حسب اختلاف الموضوعات.
ولك أن تستوضح معاني هاتيك الألفاظ من الإمعان في الآيات الكريمة.
أمّا الضرّ بالفتح فقد جاء في القرآن عشر مرّات ، واستعمل في موارد تسعة مقابلاً للنفع وفي مورد واحد مقابلاً للرّشد. (١)
قال سبحانه : (أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً). (٢)
وقال تعالى : (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً). (٣)
وأمّا الضُّر بضمّ الضاد فقد استعمل تسع عشرة مرّة (٤) ، وقد قوبل تارة بالخير ، مثل قوله سبحانه : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (٥)
وأُخرى بالنعمة ، قال سبحانه : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ). (٦)
وثالثة بالرحمة ، قال تعالى : (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ). (٧)
__________________
(١) لاحظ : المائدة / ٧٦ ، الاعراف / ١٨٨ ، يونس / ٤٩ ، الرعد / ١٦ ، طه / ٨٩ ، الفرقان / ٢٥ ، سبأ / ٤٢ ، الفتح / ١١ ، الجن / ٢١ ، الحج / ١٣.
(٢) المائدة / ٧٦.
(٣) الجن / ٢١.
(٤) راجع : المعجم المفهرس للقرآن الكريم.
(٥) الانعام / ١٧ ، ولاحظ أيضاً الآية ١٠٧ من سورة يونس.
(٦) النحل / ٥٣ ، لاحظ أيضاً النحل / ٥٤ ، والزمر / ٤٩ و ٨.
(٧) الروم / ٣٣ ، لاحظ أيضاً ٣٨ منها.