الترمذيّ واللفظ له : حديث حسن غريب ، انتهى من «السلاح».
وقوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) أي : لتستنّ أمّتك بسنّتك.
* ت* : هذا لفظ الثعلبيّ ، وهو حسن ، وقال عياض : قال مكّيّ : مخاطبة النبيّ صلىاللهعليهوسلم هاهنا هي مخاطبة لأمّته ، انتهى.
قال* ع (١) * : وروى أبو هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «من لم يكن عنده ما يتصدّق به ، فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات» (٢) وبوّب البخاريّ ـ رحمهالله ـ العلم قبل القول والعمل ؛ لقوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ).
وقوله تعالى : (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ...) الآية : وواجب على كلّ مؤمن أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات ؛ فإنّها صدقة ، وقال الطبريّ وغيره (٣) : (مُتَقَلَّبَكُمْ) : متصرّفكم في يقظتكم (وَمَثْواكُمْ) منامكم ، وقال ابن عبّاس : (مُتَقَلَّبَكُمْ) تصرّفكم في حياتكم الدنيا (وَمَثْواكُمْ) : إقامتكم في قبوركم ، وفي آخرتكم (٤).
وقوله عزوجل : (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ...) الآية : هذا ابتداء وصف حال المؤمنين ؛ على جهة المدح لهم ، ووصف حال المنافقين ؛ على جهة الذّمّ ؛ وذلك أنّ المؤمنين كان حرصهم على الدين يبعثهم على تمنّي ظهور الإسلام وتمنّي قتال العدوّ ، وكانوا يأنسون بالوحي ، ويستوحشون / إذا أبطأ ، وكان المنافقون على العكس من ذلك.
وقوله : (مُحْكَمَةٌ) معناه : لا يقع فيها نسخ ، وأمّا الإحكام الذي هو الإتقان ، فالقرآن كلّه سواء فيه ، والمرض الذي في قلوب المنافقين هو فساد معتقدهم ، ونظر الخائف المولّه قريب من نظر المغشيّ عليه ، وخسّسهم هذا الوصف والتشبيه.
وقوله تعالى : (فَأَوْلى لَهُمْ* طاعَةٌ) «أولى» : وزنها أفعل ، من وليك الشيء يليك ، والمشهور من استعمال أولى أنّك تقول : هذا أولى بك من هذا ، أي : أحقّ ، وقد تستعمل العرب «أولى لك» فقط على جهة الاختصار ، لما معها من القول على جهة الزّجر والتّوعّد ،
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ١١٦)
(٢) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠ / ٢١٣) كتاب «التوبة» باب : الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات.
قال الهيثمي : رواه الطبراني في «الأوسط» وفيه من لم أعرفهم.
(٣) ينظر : «تفسير الطبري» (١١ / ٣١٨)
(٤) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ١٨٣) برقم : (١٩) ، وابن عطية (٥ / ١١٦)