فمن هاهنا عرف الخاصّ من العامّ ، وتفاوت العباد في الصبر ، والرضا ، واليقين ، والتوكل ، والسكون ، فمنهم ـ كما علمت ـ ساكن ، ومنهم متحرك ، ومنهم راض ، ومنهم ساخط ، ومنهم جزع ، فعلى قدر ما تفاوتوا في المعرفة ـ تفاوتوا في اليقين ، وعلى قدر ما تفاوتوا في اليقين ـ تفاوتوا في السكون والرضا والصبر والتوكل. ا ه.
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (٢٤) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٢٥) فَراغَ إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (٢٦) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلُونَ (٢٧) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٢٨) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (٢٩) قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (٣٠) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٣١) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٣٢) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (٣٤) فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(٣٦)
وقوله سبحانه : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ ...) الآية ، قد تقدم قصصها ، و «عليم» أي : عالم ، وهو إسحاق* ع*.
* ت* : ولنذكر هنا شيئا من الآثار في آداب الطعام ، قال النوويّ : روى ابن السّنّيّ بسنده عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه كان يقول في الطعام إذا قرب إليه : «اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ، وقنا عذاب النار ، باسم الله» انتهى (١) ، وفي «صحيح مسلم» عن جابر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا دخل الرجل بيته ، فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه ـ قال الشيطان : لا مبيت لكم ، ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه ، قال أدركتم المبيت والعشاء» (٢) ، وفي «صحيح مسلم» عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الشيطان يستحلّ الطّعام ألّا يذكر اسم الله عليه» (٣) الحديث ، انتهى ،
__________________
(١) أخرجه ابن السني (٤٥٩)
(٢) أخرجه مسلم (٣ / ١٥٩٨) كتاب «الأشربة» باب : آداب الطعام والشراب وأحكامهما (١٠٣ / ٢٠١٨) ، وأبو داود (٢ / ٣٧٤) كتاب «الأطعمة» باب : التسمية على الطعام (٣٧٦٥) ، وابن ماجه (٢ / ١٢٧٩) ، كتاب «الدعاء» باب : ما يدعو به إذا دخل بيته (٣٨٨٧) ، وأحمد (٣ / ٣٤٦) ، والبيهقي (٧ / ٢٧٦) ، كتاب «الصداق» باب : التسمية على الطعام ، والبخاري في «الأدب المفرد» (٣١٩) (١١٠٢)
(٣) أخرجه مسلم (٣ / ١٥٩٧) كتاب «الأشربة» باب : آداب الطعام والشراب وأحكامهما (١٠٢ / ٢٠١٧) ، وأبو داود (٢ / ٣٧٤) كتاب «الأطعمة» باب : التسمية على الطعام (٣٧٦٦) ، وأحمد (٥ / ٣٨٣) ، والحاكم في «المستدرك» (٤ / ١٠٨).
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وللحديث شاهد من رواية جابر بن عبد الله ، أخرجه أبو داود (٢ / ٣٧٤) كتاب «الأطعمة» ، باب : ـ